• ×

نموذج مستعمرة : النوع قائمة

بث مباشر || قناة القرآن الكريم || Makkah Live

قلعة مارد تاريخ .حضارة.صور

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 قلعة مارد () تاريخ () حضارة () صور ()


image

قلعة مارد :


تقع على تل مرتفع في دومة الجندل وتشرف على المدينة وتمثل حصناً منيعاً أمام الأعداء وهي شبه دائرية الشكل لها ابراج مخروطية الشكل بنيت في أربع جهات منها . واقدم ذكر لها يعود إلى حوالي القرن الثالث الميلادي عندما غزت ملكة تدمر زنوبيا دومة الجندل وفيها قالت : \" تمرد مارد وعز الأبلق \" والمارد في اللغة صفة لكل شيء تمرد ويستعصي .
وقلعة مارد تحتوي على مبان من مراحل متعددة بعضها محكمة البناء تعود إلى عهود حضارية مزدهرة وهي الأقدم وبعضها مضاف مكان قديم متهالك مختلف في مستوى إتقان البناء يمكن أن ينسب إلى فترة متوسطة بعد ظهور الإسلام وبعض المباني رديء الأسلوب في البناء ومبني بمونة طينية ينسب إلى فترة متأخرة يعتقد أنها تعود إلى ما يقارب الثمانين سنة .


image

image

image

image

وتاريخ القلعة تاريخ حافل فهذه القلعة شهدت الكثير من الأحداث وهي شاهد لعصور وقرون خلت


image

image

image

image

image





في جريدة الرياض كتب مؤرخ عن تاريخ هذه القلعة فقال :


يرجع تاريخ مدينة دومة الجندل وقلعة مارد إلى أكثر من ألفي عام عندما ورد ذكرها في مدونات من العصر الأشوري خصوصاً أن هناك نصوصاً مكتوبة ومفصلة تتحدث عن الجوف وتعود إلى القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد وتحدثت تلك النصوص عن مدينة دومة الجندل بوصفها عاصمة لعدد من الملكات العربية مثل تلخونو وتبؤة وتارابوا وزبيبة وسمسي، حتى أن تغلات فلاشر الثالث 727- 744ق،م وسرجون الثاني 705- 721ق،م في ذكرهما للجزية التي أرسلها لهما ملوك الدول المجاورة يضعان الملكة سمسي على مستوى واحد مع فرعون مصر وإن آمار السبئي وهذا المركز الرفيع الذي تبوأته دومة الجندل يمكن أن يفسره القول بأن بعض الآلهة مثل \"دلبات وأشتار اتارسامين\" كانت لها تبعية وامتياز عظيمين في شمال الجزيرة العربية في ذلك الوقت ومن المعروف أنه كان لدلبات معبد هام في دومة الجندل، ولكن النصوص لم تحدد الزمن الذي بنيت فيه قلعة مارد أو من قام ببنائها.
ويذكر الرحالة الواس موسيل أن الملكة سمسي ملكة دومة الجندل قد أثارت نقمة الحاكم الآشوري \"تغلات فالشر 732قبل الميلاد\" بعد مساعدتها لملك دمشق ضد الآشوريين فما كان منه إلا أن جهز حملة عسكرية لاخضاع المملكة العربية، وقد ذكر النص الأشوري أن الملكة سمسي قد أصيبت بخسائر فادحة جداً إذ قتل ألف ومائة رجل وثلاثون ألف جمل وعشرون ألفاً من الماشية، وقد دعم خبر الانتصار هذا بأن صوراً على اللوح الذي ورد فيه الخبر منظر فارسين اشوريين يحملان رمحين ويتعقبان أعرابياً راكباً جملاً، وتحت أعقاب الفارسين وأمامهما جثث الأعراب الذين خروا صرعى على الأرض. وقد ذكر ان الآشوريين وجهوا اهتمامهم إلى دومة الجندل مرة أخرى حينما هاجم الملك سنحاريب دومة الجندل سنة 689قبل الميلاد، كما هاجم البابليون المدينة كالهجوم الذي شنه الملك البابلي \"نبوخذ نصر\" على قبيلة قيدار والهجوم الذي شنه الملك البابلي نابونيد 539/556قبل الميلاد على دومة الجندل في السنة الثالثة من حكمه.
ويذكر المؤرخون أن الملكة العربية الشهيرة زنوبيا التي حكمت تدمر بين 267و272م قد غزت دومة الجندل لكن قلعة المدينة كانت حصينة بحيث لم تتمكن من اقتحامها فعادت من حيث أتت وقالت قولتها الشهيرة: \"تمرد مارد وعز الأبلق\".
وقلعة مارد عبارة عن قلعة مسورة تنتصب على مرتفع يطل على مدينة دومة الجندل القديمة وأعيد بناء بعض أجزائها إلا أن القسم الأكبر منها ظل على حالته منذ إنشائها في قديم الزمان، وشكل البناء الأصلي مستطيلاً إلا أن بعض الإضافات بما فيها أبراج مخروطية أحدث في أزمنة متأخرة والجزء السفلي من هذا البناء من الحجارة أما الجزء العلوي فهو من الطين. وقد كشفت الحفريات القليلة والتي جرت على الجزء الأسفل من القلعة عام 1976م عن بعض الخزفيات النبطية والرومانية التي ترجع إلى القرنين الأول والثاني بعد الميلاد لكن تحديد الزمن الذي تعود إليه هذه القلعة لم يبت إلى الآن إلا أن الحفريات التي ربما يقوم بها عالما الآثار الدكتور عبدالرحمن الأنصاري والدكتور خليل المعيقل للمدينة القديمة ربما توضح التاريخ الحقيقي لبناء هذه القلعة العتيدة.
وفي كتابه في شمال غرب الجزيرة العربية قال علامة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر عن قلعة مارد: لقد تجولت بكل ما يحيط بالحصن من بنايات فشاهدت أن هذا الحصن يقع على جبل أو تل صخري بمعنى أصح يطل على الجوف من الجهة الغربية ممتداً نحو الشرق حيث تقع شرقه وشماله أرض منخفضة تنتشر فيها بساتين البلد وبعض قصوره القديمة وتقع بجوار الحصن، والحصن يسيطر على الأمكنة الواقعة حول الجوف بحيث يشاهده كل من يقدم إليه من أي جهة من مسافات بعيدة، والحصن مرتفع ارتفاعاً شاهقاً وهو مبني من الصخر القوي.
وأشار الدكتور جواد علي في كتابه المفصل إلى وجود كتابات ثمودية يظهر عليها أثر عبادة صلم وقال إن مدينة تيماء كانت من أهم الأماكن التي كانت تقدس في هذا الوثن حوالي سنة 600قبل الميلاد ويرمز أهل تيماء إلى صلم برأس ثور، ووجد هذا الرمز على النقوش الثمودية كما وجدت أسماء بعض الآلهة التي كانت ثمود تعبدها وهناك وصلات ثقافية ودينية بين تيماء وثمود وورد اسم صلم في النقش الروماني الذي عثر عليه في دومة الجندل، ويقول عبدالله التميم في كتابه صور تاريخية عن حضارة الجوف إن عصر بناء القلعة هو عصر حياة أمة تتصف بقوة جبارة وقد يكون لثمود قوم صالح عليه السلام دور في بناء بعض منه. والحصن عبارة عن ابنية وقلاع وحصون وشيدت ابراج المراقبة على امتداد الحصن من قطع حجرية صلبة تستطيع الاحتفاظ بلونها الأحمر الفاتح لأزمنة طويلة من دون أن ينالها أي تغيير، والمنطقة كانت محصنة بسور من الحجر لصد هجمات الغزاة والدخول إليها يتم عن طريق مدخليها الرئيسيين أحدهما قرب الحصن في الجنوب والآخر من جانب البرج في الشمال، ولهما بابان قويان ومصاريعهما واقفالهما حديد وشدت حولهما سلاسل حديد.
وبعد ظهور الإسلام كانت الغزوة الأولى لدومة الجندل التي قادها رسول الله صلى الله عليه بنفسه في السنة الخامسة للهجرة \"626م\" لكن سكانها فروا بعد سماعهم بتقدم المسلمين، أما الغزوة الثانية لدومة الجندل فقد كانت في السنة السادسة للهجرة \"628م\" وهناك رواية عن سبب هذه الغزوة تقول والظاهر أن شرهم لم ينقطع عن تجار المدينة حتى اضطر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن يرسل إليهم عليها عبدالرحمن بن عوف. والثانية لدومة الجندل لكن يبدو أن السلام لم يستقر فيها فجاءت الغزوة الثالثة في السنة التاسعة للهجرة \"630م\"، ويظهر أن الأكيدر حاكم دومة الجندل وعامل الامبراطور البيزنطي هرقل واصل تعرضه للقوافل التجارية إلى المدينة المنورة بسبب إعراض التجار عن التوقف في مدينته ووجه الرسول صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد على رأس غزوة إلى دومة الجندل في السنة التاسعة للهجرة يرافقه أربعمائة وعشرون فارساً، وكانت تبوك منطلقاً للغزو، ويختلف المؤرخون فيما حققته هذه الغزوة فمنهم من يقول ان خالداً قد اخضع دومة الجندل وأخذ ملكها أسيراً فيها. وتقول رواية أخرى أن خالد بن الوليد أطلق الأكيدر ليقوم باقناع أخيه حسان الذي كان لا يزال معتصماً داخل القلعة بفتح أبوابها للمسلمين إذ قيل إن أسر الأكيدر تم أثناء قيامه بمطاردة بقرة وحشية خارج القلعة، وقد عد الأكيدر من ذوي الشأن في عصره فقد قال الجاحظ: أن من القدماء في الحكمة والرياسة والخطابة عبيد بن شربه الجرهمي واسقف نجران، وأكيدر صاحب دومة، وكانت توجد لدومة الجندل علاقة بالقوتين العظميين آنذاك الفرس والبيزنطيين وتوجد رواية تصف كيف أن الأكيدر أهدى الرسول صلى الله عليه وسلم جبة من صنع الساسانيين.


image

image

image

image

image

image


الديانات في دومة الجندل قبل الفتح الاسلامي:

كان الناس في دومة الجندل يعبدون أصناما مختلفة ولكن في الفترة التي سبقت ظهور الإسلام بوقت قصير ظهرت كل من الديانتين النصرانية واليهودية فيها وبالإضافة إليهما ظل الناس يعبدون أصناما مختلفة حتى ظهور الإسلام وقد ركزت الروايات على وجود صنم (ود)وأنه كان يعبد في دومة الجندل وقد تحدث عنه الكلبي في كتابه(الأصنام)وذكر أن قبيلة كلب كانت تتعبد له بدومة الجندل وقد قام خالد بن الوليد بتحطيم صنم(ود) بعد ظهور الإسلام.

الفتح الاسلامي لدومة الجندل





بعد ظهور الاسلام وارساء قواعد الدولة الاسلامية في المدينة المنورة في السنة الأولى للهجرة (622م)سعى المسلمون لنشر الدعوة في كل الاتجاهات بقدر ما تسعفهم به امكاناتهم، وفي حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وبعد مماته اتجه الموفدون الى مختلف أرجاء الجزيرة العربية لنشر الدعوة وتم تنظيم الغزوات من أجل هذا الهدف العظيم ومن الغزوات التي خرجت من المدينة المنورة كانت الغزوةالأولى لدومة الجندل والتي يقال ان الرسول صلى الله عليه وسلم قادها بنفسه وكان ذلك في السنة الخامسة للهجرة(626م).ابتدأت الغزوة الاولى لدومة الجندل في اليوم الخامس والعشرين من شهر ربيع الاول للسنة الخامسة للهجرة وعادت الى المدينة في التاسع عشر من شهر ربيع الثاني كما ذكر الواقدي وقد كان مع الرسول صلى الله عليه وسلم ألف رجل ودليل من بني عذرة اسمه مدكور فلما وصل المسلمون الى دومة الجندل وجدوها خالية لأن سكانها فروا بعد سماعهم بتقدم المسلمين وخلفوا وراءهم ماشيتهم وأمتعتهم التي غنمها المسلمون وعندما أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم رجالا للبحث عن الفارين من الاهالي لم يجدوا الا واحدا أقنعوه بالرجوع معهم واعتنق الرجل الاسلام على يد الرسول صلى الله عليه وسلم.

ويظهر من الأسباب التي أدت بالرسول صلى الله عليه وسلم الى القيام بغزوته هذه الى دومة الجندل قيام جنود الاكيدر بالاعتداءات المتكررة على قوافل التجار المتجهة من المدينة الى سوريا ونهبهم لبضائعهم ومؤنهم.

الغزوة الثانية:

وكانت في شهر شعبان في السنة السادسة للهجرة (يناير_فبراير 628م) وعن سبب هذه الغزوة أن شر أهل دومة الجندل لم ينقطع عن تجار المدينة فأرسل الرسول صلى الله عليه وسلم اليهم سرية عليها عبد الرحمن بن عوف وأوصاه حين دفع اليه اللواء بقوله(خذه يابن عوف فاغزوا جميعا في سبيل الله فقاتلوا من كفر بالله ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا فهذا عهد الله وسيرة نبيه فيكم)ثم قال (ان استجابوا لك فتزوج بنت ملكهم).

ولما بلغ عبدالرحمن بن عوف دومة الجندل دعا اهلها الى الاسلام فأسلم الأصبغ بن عمرو الكلبي من كبار كلب وأسلم معه ناس كثيرون من دومة وتزوج عبد الرحمن ابنته (تماضر).

الغزوة الثالثة:

رغم حصول الغزوتين الاولى والثانية لدومة الجندل الا أن الاسلام يبدوأنه لم يستتب فيها وهذا ما كان سببا للقيام بالغزوة الثالثة في السنة التاسعة للهجرة(630م) ويبدو ان الاكيدر حاكم دومة الجندل وعامل الامبراطور البيزنطي (هرقل) واصل تعرضه للقوافل التجارية القادمة من المدينة المنورة بسبب اعراض التجار عن التوقف في مدينته .وقد قام الرسول صلى الله عليه وسلم بارسال خالد بن الوليد على رأس غزوة الى دومة الجندل في السنة التاسعة للهجرة يرافقه اربعمائه وعشرون فارسا.

ويختلف المؤرخون فيما حققته هذه الغزوة ولهم في نتائجها أقوال كثيرة فمنهم من يقول ان خالدا أخضع دومة الجندل بالقوة وأخذ ملكها اسيرا إلى المدينة المنورة حيث أعلن الاكيدر اسلامه امام الرسول صلى الله عليه وسلم بينما هناك الكثير من الروايات التي تذكر أن الاكيدر قد دفع الجزية مما يعني أنه لم يسلم.

وإذا ما افترضنا أن الاكيدر قد أعلن اسلامه فان من الثابت أنه قد ارتد عن الاسلام بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وهنا يختلف المؤرخون في مصيره بعد ذلك فمنهم من يقول أن الخليفة عمر بن الخطاب اجلاه من دومة الجندل الى الحيرة فنزل في موضع فيها قرب عين تمر وبنى فيها منازل وسماها دومة, وقيل دوماء.

وتذكر في هذه المناسبة الأبيات التالية:

مــن آل كدر شجوة يعنيني
يامن رأى ضعنا تحمل غدوة

والسيرمن حصن اشم حصونا
قد بدلت ضعنا بدار اقامـة



دومة الجندل في عهد ابي بكرالصديق:

ذكر انه في السنه الثانبة عشر للهجرة (633م)ارسل ابو بكر الصديق قائدين مسلمين لفتح السواق وهي المنطقة الواقعة الى الشمال والشمال الشرقي من الجزيرة العربية وسلك كل من القائدين خالد بن الوليد وعياض بن غنم طريقا مختلفا الى السواق.حيث سلك عياض الطريق الرئيسي عبر الصحراء حيث اوصلته الى دومة الجندل مباشرة وفي نفس الوقت اتجه خالد بن الوليد الى العراق واخضع الحيرة والانبار قبل ان يعود لمساندة حملة عياض بن غنم على دومة الجندل.

وبالاضافة الى الحملات العسكرية المبكرة التي قام بها المسلمون في منطقة دومة الجندل فانهم بدأوا بارسال حملاتهم باتجاه العراق في زمن ابي بكر مع تركيز المزيد من الاهتمام بدومة الجندل.

ويذكر (موسيل ) الملاحظات التالية فيقول:

(( انه مالم يتم الاستيلاء على دومة الجندل واخضاعها تماما فان باستطاعة القبائل الشمالية ان تقطع كل وسيلة اتصال بين العراق وسوريا, كما يمكنهم توجيه ضربة قاسمة للمسلمين الذين يقاتلون في المنطقتين المذكورتين )).

التـحكيـم:

من اهم ما يرد عن دومة الجندل في عهد الخلفاء الراشدين هو وقوع (التحكيم) بين علي بن ابي طالب ومعاوية بن ابي سفيان لان النزاع بينهما وصل الى درجة الاقتتال بين أتباع كل منهما في موقعة صفين في السنة السابعة والثلاثين للهجرة 657م. فقد اتفق الطرفان على تحكيم القرآن الكريم في خلافهما على ان يختار كل طرف منهما شخصا يمثله. ولقد كثر القول بأن التحكيم ربما قصد به خديعة اراد بها معاوية ايقاع الفرقة في جماعة علي عندما ظهر له أن الحرب كانت تسير ضده ، ويروى أن علي بن ابي طالب شعر بالخديعة الا ان قومه خالفوه واختار اهل العراق ابو موسى الاشعري بالرغم من معارضة علي بن ابي طالب لذلك واختار اهل الشام عمرو بن العاص وقد اجتمع عمرو وابو موسى في دومة الجندل سنة 37هـ واتفقا فيما بينهما على خلع علي بن ابي طالب ومعاوية بن أبى سفيان على ان يكون الامر شورى بين المسلمين فيختاروا لأنفسهم من أحبوا.

دومة الجندل وشمالي الجزيرة العربية وبلاد الشام منذ القرن الأول الميلادي إلى القرن السابع الميلادي

القـرن الأول للهجـرة




في بداية هذه الفترة كانت دومة الجندل تقع ضمن أراضي الأنباط بينما كانت في نهايتها تقع ضمن حدود الدولة الاسلامية التي اسسها الرسول صلى الله عليه وسلم وكانت المدينة المنورة مركزها ومنذ ان ضم الرومان مملكة الانباط الى مناطق نفوذهم في عام 106م والى ان جاء الاسلام في القرن الاول الهجري (السابع الميلادي) كانت دومة الجندل تقع خارج حدود الدولة الرومانية ثم البيزنطية في بلاد الشام وكذلك ظلت في منأى عن سيطرة دول الـ ( Parthian) والساسانيين المتعاقبة في الشرق. وكانت دومة الجندل أيام الأنباط تعتبر واحدة من أهم المدن الواقعة على الطرق التجارية التي تخضع لسيطرتهم وتمر عبر مناطق نفوذهم ممتدة مابين دمشق في الشام ومدائن صالح في الجنوب . وعندما قام الامبراطور الروماني ( تراجان ) بضم مملكة الانباط الى الامبراطورية الرومانية في عام 106بعد الميلاد اصبح الجزء الشمالي من الجزيرة العربية منفصلا عن البحر الابيض المتوسط بواسطة الخطوط الدفاعية الاماميةالى أن جاء المسلمون وتغلبوا على البيزنطيين الذين خلفوا الرومان وذلك في موقعة اليرموك عام 15 للهجرة 636 للميلاد فأزالوا التحصينات التي أقامها الرومان.

وعندما قامت قوات الامبراطور الروماني ( اورليان )بسحق قوات تدمر في عام 272م أعاد الرومان تنظيم خطوط دفاعهم فاتسعت دفاعاتهم وتحصيناتهم مع التركيز على التحصينات في الطرف الشمالي لوادي السرحان وبطريق دومة الجندل في الجنوب.

وإذا ما اخذنا في الاعتبار كل هذه الشواهد التي تشير الى مدى اهتمام الرومان بالسيطرة على مداخل الصحراء فانه يصعب علينا أن نتخيل أنهم لم يبدوا اهتماما بدومة الجندل نفسها وبالأجزاء الجنوبية من وادي السرحان ولهذا فان للحجر الذي عثر عليه في دومة الجندل وعليه نقوش لاتينية أهمية خاصة من حيث أنه دليل على وجود اتصال روماني بالطرف الجنوبي لوادي السرحان وبدومة الجندل نفسها.

ونظرا لأن دومة الجندل كانت احدى الاسواق الكبرى وتقع على الطرق الرئيسية من الجزيرة العربية الى الشمال والشرق فقد كان من الأهمية بمكان بالنسبة للدول الرئيسية في المنطقة أن يكون لها بعض النفوذ على هذه المدينة وهذا هو السبب الذي جعلها هدفا لقوات المسلمين في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وفي عهد من جاءوا بعده.

ومع أن دومة الجندل لم تحظ بعد هذا التاريخ الا باهتمام ضئيل من قبل المؤرخين والجغرافيين العرب الا أن الشواهد الأثرية الموجودة في الاردن تجعلنا نتساءل عن مدى تأثير العصرالأموي على وادي السرحان وعلى دومة الجندل نفسها.


مسجد عمر بن الخطاب

image

image

image

image

image

image

image

image

image

image

image

هذه بعض ما ألتقطته عدستي


وان شاء الله برحلتنا القادمة يكون العدد من الاعضاء اكثر

وان نجد العناية اكبر

من قبل المسئولين
بواسطة : admin
 0  0  3.0K
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 08:28 مساءً الجمعة 26 أبريل 2024.